ربما شعرت في إحدى المرات وكأن هاتفك “يتجسس” عليك. تحدثت للتو مع صديقك عن شراء حذاء جديد، وفجأة ظهرت لك إعلانات لأحذية على مواقع التواصل الاجتماعي! هل هذا محض صدفة، أم أن الهاتف يستمع لمحادثاتك بالفعل؟ في هذه المقالة، سنكشف الحقيقة وراء الإعلانات الموجهة، ونستعرض الطرق التي تتبعها الشركات لتقديم إعلانات تجذب انتباهك، وما يمكنك فعله لحماية خصوصيتك.
كيف تعمل الإعلانات الموجهة؟
تستخدم الشركات الكبرى مثل Google وFacebook تقنيات معقدة لجمع وتحليل البيانات الضخمة لملايين المستخدمين. إليك كيف تتم عملية استهداف الإعلانات الموجهة:
- جمع بيانات التصفح: تعتمد الإعلانات الموجهة بشكل كبير على سجلات التصفح، حيث تقوم الشركات بتتبع المواقع التي تزورها، والمنتجات التي تبحث عنها.
- تحليل البيانات: تستخدم الشركات بيانات التصفح لبناء “بروفايل” لكل مستخدم، يتضمن اهتماماته، وعمره التقريبي، وحتى موقعه الجغرافي.
- التنبؤ بالتفضيلات: اعتماداً على بياناتك وسلوكك على الإنترنت، تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتوقع المنتجات التي قد تهتم بها. إذا كنت تبحث كثيراً عن معدات رياضية، فقد ترى إعلانات للأحذية الرياضية حتى وإن لم تتحدث عنها.
تظهر الإعلانات الموجهة في تطبيقاتك ومنصاتك المفضلة، مما يزيد من فعالية الإعلانات ويحسن من احتمالية تفاعلك معها.
هل تستمع الهواتف إلينا حقاً؟
هل الهاتف يستمع بالفعل لمحادثاتنا؟ هذا السؤال يثير الفضول والشكوك لدى الكثيرين. تقول الشركات الكبرى مثل Google وFacebook إن الهواتف لا تستمع للمحادثات مباشرة بدون إذن. لكن، هناك بعض النقاط الجديرة بالذكر:
- إذن الوصول للميكروفون: التطبيقات غالباً ما تطلب إذن الوصول للميكروفون. بمجرد الموافقة، يمكن للتطبيقات استخدامه في الخلفية، لكنها تدعي أنها تستخدمه لأغراض محددة مثل الأوامر الصوتية، وليس لتتبعك.
- الأذونات غير الضرورية: هناك بعض التطبيقات التي قد تطلب إذناً للوصول إلى الميكروفون حتى وإن لم يكن ذلك ضرورياً. يمكنك التحكم في هذه الأذونات لتقليل وصول التطبيقات إلى بياناتك.
- تأكيدات الشركات: تؤكد الشركات أن الهواتف لا تستمع لمحادثاتك بشكل مباشر، بل تعتمد على بياناتك وسلوكياتك الرقمية لتقديم إعلانات موجهة.
على الرغم من المخاوف، لا يوجد دليل قاطع على أن الهواتف تستمع للمحادثات الصوتية بشكل تلقائي. ومع ذلك، يُفضل توخي الحذر عند منح الأذونات للتطبيقات.
تقنيات الاستهداف البديلة: ما الذي يحدث فعلاً؟
حتى بدون الاستماع المباشر، توجد طرق متعددة لجمع البيانات تؤدي إلى تقديم إعلانات موجهة بدقة:
- تتبع الموقع الجغرافي: عندما تذهب إلى متجر إلكترونيات، قد تتلقى لاحقاً إعلانات عن منتجات مشابهة. يحدث هذا لأن بعض التطبيقات تجمع بيانات الموقع وتربطها بأنماط الشراء الخاصة بك.
- التوقع الذكي: تعتمد بعض الشركات على تحليل السلوك والنشاط عبر الإنترنت، مما يمكنها من التنبؤ باحتياجاتك بشكل مثير للإعجاب.
- الاستفادة من الشبكات الاجتماعية: يمكن لتطبيقات مثل Facebook وInstagram ربط اهتماماتك بنشاطات أصدقائك لتقديم إعلانات مشابهة بناءً على الشبكة الاجتماعية التي تنتمي إليها.
كيف تحمي خصوصيتك وبياناتك الشخصية؟
لحماية خصوصيتك وتقليل تتبع الإعلانات، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
- التحكم في أذونات التطبيقات: تأكد من تعطيل أذونات الميكروفون للتطبيقات التي لا تحتاجها فعلياً، وراجع الأذونات بانتظام.
- استخدام شبكات VPN: تساعدك شبكات VPN في إخفاء موقعك الجغرافي ومنع تتبع عنوان الـIP الخاص بك.
- إيقاف تتبع الإعلانات المخصص: يوفر نظامي iOS وAndroid خياراً لإيقاف تتبع الإعلانات المخصص. يمكنك تفعيله بسهولة من إعدادات الخصوصية.
- استخدام وضع التصفح الخفي: يساعد التصفح الخفي في تقليل جمع بيانات التصفح الخاصة بك، مما يقلل من فرص استهدافك بالإعلانات الموجهة.
نصيحة إضافية: يمكنك أيضاً إيقاف تشغيل خدمات الموقع لبعض التطبيقات، وتفعيلها فقط عند الحاجة.
في النهاية، يتضح أن الهواتف لا تستمع بالضرورة إلى محادثاتنا، لكننا قد نشعر بذلك بسبب دقة الإعلانات الموجهة التي تعتمد على تحليل البيانات وتتبع الأنشطة. تظل الخصوصية أولوية، ومن المهم معرفة كيفية حماية بياناتك والحد من وصول التطبيقات إلى معلوماتك الشخصية. بتطبيقك للنصائح أعلاه، يمكنك الاستمتاع بتجربة رقمية أكثر أماناً، بعيداً عن تتبع الإعلانات المستمر.
قم بالإطلاع ايضاً على حماية الهاتف من الاختراف بـ 8 خطوات بسيطة كذلك حماية الكمبيوتر بـ 7 طرق وتقنيات لتجنب التهديدات، فقد تكون هذه المقالات مفيدة لحماية خصوصيتك ومعلوماتك الشخصية.