موبايل

الجيل السادس (G6): ما بعد الـ G5 والتقنيات المنتظرة.

يشهد عالم الاتصالات تطورات متسارعة تُعيد تشكيل مختلف مجالات الحياة، بداية من الجيل الأول G1 وصولاً إلى الجيل السادسG6 المنتظر .

مراحل تطور أجيال الاتصالات من G1 إلى G6.

الجيل الأول G1: أتاح المكالمات الصوتية فقط (تماثلي/Analog).

وانطلق من اليابان عام 1979.

الجيل الثاني G2: أتاح المكالمات الرقمية + رسائل SMS.

وانطلق من فنلندا عام 1991.

الجيل الثالث G3: أتاح الإنترنت بسرعات مقبولة (تصفح – فيديو-تحديد المواقع- تطبيقات الألعاب).

وانطلق عام 2000.

الجيل الرابع G4: أتاح إنترنت أسرع بكثير (فيديو HD، تطبيقات بث مباشر).

وانطلق عام 2009.

الجيل الخامس G5: سرعات هائلة جدًا + زمن استجابة منخفض (مفيد للألعاب أونلاين، إنترنت الأشياء IoT، السيارات ذاتية القيادة).

وانطلق من كوريا الجنوبية عام 2019.

الجيل السادس G6 وهو الجيل المنتظر وسنتعرف عليه  من خلال هذا المقال.

المفترض إطلاقه تجارياً عام 2030.

ما هو الجيل السادس 6G ؟

هو عبارة عن شبكة لاسلكية ذكية وفورية، تعمل على ربط العالم الرقمي بالعالم الواقعي بطريقة غير مسبوقة، بالإضافة إلى تحسين سرعة نقل البيانات.
فهو يُعد ثورة عظيمة في عالم الاتصالات الحديثة، وهناك الكثير من التوقعات المنتظرة من هذا الجيل والتي ستجعله يحل محل الجيل الخامس.

وإليك أبرز الاختلافات بين الجيل الخامس والجيل السادس

مقارنة بين G6 وG5 ؟

على الرغم من أن G5 لايزال حديثاً وبه الكثير من المميزات مقارنة بالأجيال السابقة، إلا إنه من المتوقع أن يتربع الجيل السادس قريبًا جدًا على عرش التكنولوجيا الحديثة، وهذا يدل على مدى السرعة التي تعمل بها تكنولوجيا اليوم.

كل هذه الامتيازات ستحدث تغير شامل في مظاهر حياتنا اليومية سواء في الصحة أو المواصلات أو غيرها.

تأثير G6 على المجالات المختلفة في حياتنا اليومية.

في المنزل

1. اتصال أجهزة البيت (التلفزيون، المطبخ، الإضاءة)  بالهاتف بشكل ذكي جدًا، بسرعة لحظية من غير أي عطل.
2. تستطيع إجراء مكالمات هولوجرام (Hologram) ،بمعنى أن الشخص الذي تريد الاتصال به سيظهر أمامك مثل الواقع تمامًا.


فقد قال ماركوس ويلدون، رئيس مختبرات نوكيا بيل أن شبكات الجيل السادس تستطيع أن تربط بين الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا، وبالتالي تستطيع تحقيق الحاسة السادسة لدى الإنسان والآلات.

في الصحة

1. يستطيع الطبيب إجراء عملية لمريض في بلد أخر بالجراحة الروبوتية، بدون أي تأخير.
2. ساعات وأجهزة توضع على الجسم تتابع صحتك وترسل البيانات مباشرةً  للمشفى.

في المواصلات

1. سيارات ذاتية القيادة تعمل بشكل أدق وآمن، وذلك لأن  G6 سيجعل التواصل بين السيارات والطرق شبه لحظي.
2. المساعد في إدارة المرور بشكل ذكي، وبالتالي تقليل الحوادث والزحمة.

في التعليم

1. بإمكانك حضور المحاضرات بشكل VR/AR، حيث ستشعر بأنك موجود في القاعة مع باقي الطلاب.
2. محاكاة تفاعلية للطلاب (مثلاً طالب طب يتدرب على عملية جراحية في بيئة افتراضية واقعية جدًا).

في الزراعة

1. مستشعرات في الأرض والمياه تراقب الزرع بدقة وتُرسل بيانات لحظية للمزارع.
2. طائرات درون تعمل بشكل أوتوماتيكي، حيث تزرع أو ترش حسب المعلومات التي تصدر من الحساسات.

في الحياة اليومية بشكل عام


1. اعتماد G6 على الاقمار الصناعية الصغيرة ( satellits)، سيعطي تغطية إنترنت قوية، بمعنى أنك إذا خيمت في الصحراء أو ذهبت إلى الفضاء أو غصت في أعماق البحار ستجد إشارة الإنترنت.
2. انتشار إنترنت الأشياء (IoT) مثل: ملابس ذكية، أدوات مكتبية متصلة، وحتى أدوات المطبخ.
3. انتشار الروبوتات في المصانع: وهذا يتضمن جودة الإنتاج، وقلة الخطأ البشري والتلوث.
4. سيكون هناك تقنيات تستطيع اكتشاف مستوى تلوث الهواء والماء والمواد الغذائية من حولنا.
5. عدم الحاجة للهواتف: فمن المتوقع أن يصبح كل شيء من حولنا قابل للاتصال، حيث سيصبح العالم من حولنا أكثر ذكاء كما في أفلام الخيال العلمي.

مراحل تكوين الجيل السادس (G6) والدول والشركات الرائدة في تطويره.

1. مرحلة البحث والتطوير (Research & Development) .

وتتراوح هذه المرحلة من 2020 إلى 2025.
فدول مثل الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وفنلندا بدأت وبمليارات الدولارات الأبحاث والتجارب على تقنية الجيل السادس، وذلك من خلال الجامعات والشركات الكبرى (مثل سامسونج، نوكيا، هواوي، إل جي، إريكسون…).
فقد  أرسلت الصين عام 2020 “أول قمر صناعي G6 في العالم”.
الهدف من هذه المرحلة، دراسة الترددات الجديدة (التيراهيرتز)، واختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي داخل الشبكات.

2. وضع المعايير والمواصفات (Standardization) .


وتتراوح هذه المرحلة من 2025 إلى 2028.
حيث يقودها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، ويتم الاتفاق عالميًا على:
• الترددات الرسمية التي سيتم استخدامها في G6.
• تقنيات الأمان والخصوصية.
• كيفية إدارة الشبكات والتوافق مع G5.

3. التجارب الأولية (Pilot Projects & Trials)


وتتراوح هذه المرحلة من 2028 إلى 2029.
حيث بدأت بعض الدول في عمل تجارب عملية، فقد أعلنت كوريا عزمها طرح أول هاتف بتقنية G6 عام 2028.

التجارب الأولية

• تشغيل مدن أو مناطق محدودة بتقنية G6.
• اختبار التطبيقات الجديدة (الهولوجرام – إنترنت الحواس – الجراحة عن بُعد).

4. الإطلاق التجاري المبكر (Early Commercial Launch)

من المتوقع توافر هذا الجيل تجارياً عام 2030م، حيث سيبدأ أول إطلاق رسمي G6 في بعض الدول المتقدمة.
وسيكون من المتوقع أن يكون الاستخدام محدود في البداية (مثل ما حدث مع G5 سنة 2019).
وبحسب توقعات خبراء التقنية سيتوفر 100 مليار محطة صغيرة متنقلة وثابتة بحلول عام 2030م.

5. الانتشار العالمي (Global Adoption)

ستكون هذه المرحلة بعد 2030م، حيث سيبدأ العالم بالإعتماد تدريجيًا على G6.
فمن المتوقع أن تدخل الشركات والجهات الحكومية التطبيقات الكبيرة مثل (مدن ذكية، سيارات طائرة، ميتا فيرس واقعي، اتصالات لحظية).

تأثير G6 على الاقتصاد.

1. اقتصاد رقمي متكامل.

سيجعل G6 الاقتصاد يعتمد بشكل أكبر على العالم الرقمي، وسيظهر ما يُسمى بـ الاقتصاد  (Immersive Economy)، الذي يجمع بين التجارة التقليدية والتفاعلات الافتراضية.
أمثلة: الميتافيرس، التجارة بالهولوجرام، التجارب الافتراضية قبل الشراء.

2. دعم الصناعات الجديدة.

الرعاية الصحية

ستتطور عمليات الجراحة عن بُعد، وبالتالي ستفتح أسواق جديدة للأجهزة الطبية المتصلة.

السيارات و النقل

الجيل السادس سيجعل المركبات ذاتية القيادة أكثر أمانًا وانتشارًا، وبالتالي ستنمو صناعات السيارات الذكية.

التعليم

سيظهر قطاع جديد للتعليم الافتراضي  (Virtual Education).

3. أسواق مالية وتقنية جديدة.

ستصبح العملات الرقمية والـNFTs جزء من الاقتصاد اليومي.
الجيل السادس سيتيح منصات مالية أسرع وأكثر أمانًا بفضل الذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمية.

4. فرص عمل واستثمارات.

شركات التكنولوجيا ستستثمر مليارات في تطوير البنية التحتية لشبكات 6G، وبالتالي سيتم توفير  ملايين الوظائف في مجالات زي: الأمن السيبراني، الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي، تصميم العوالم الرقمية.

5. تحسين الإنتاجية.

1. سرعة الاتصال الفائقة ستقلل التكاليف وتسرّع عمليات الإنتاج.

2. المصانع الذكية (Smart Factories) ستعمل بأنظمة تلقائيه بالكامل مع تحكم عن بُعد لحظي.

العيوب المتوقعة من G6. 

تكلفة بناء البنية التحتية لشبكات G6 ستكون ضخمة جدًا، وبالتالي ستؤدي إلى تأخر الدول النامية عن مواكبة التكنولوجيا واتساع الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والفقيرة.
وستؤدي هذه التكاليف الباهظة إلى حرمان الدول النامية من المزايا الاقتصادية التي يقدمها الجيل السادس وبالتالي ستزيد الفجوة الاقتصادية.

الجيل السادسG6 لن يتسبب فقط في تطوير التكنولوجيا، ولكنه سيغير خريطة الاقتصاد العالمي.
فنحن على أعتاب تغير جذري وشامل في جميع مجالات الحياة، لذا يجب أن نكون مستعدين لهذه المرحلة حتى نستطيع مواكبتها والاستفادة منه.


اكتشاف المزيد من غد إبداعي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى